القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة مرض باركنسون- النشأة والتاريخ
قصة مرض باركنسون- النشأة والتاريخ

نظرة عامة 

في هذا المقال سنتعرف على قصة مرض باركنسون-النشأة والتاريخ ،من بداية وصف سماته بواسطة جيمس باركنسون حتى استخدام الأدوية الحديثة .

من هو مكتشف مرض باركنسون

 هو جيمس باركنسون الذي ولد بقرية هوكستون التابعة لأبرشية سانت ليونارد ببريطانيا عام 1755، ثم تزوج من ماري ديل في عام 1981.وعلى أرض الإبريشية ذاتها أنجب منها أبنائه الستة، والذين اجتاز أربعة منهم مرحلة الطفولة.

 وكان والده جون باركنسون طبيبا متخصصا في تركيب الأدوية، وفي السابعة عشرة من عمره، التحق جيمس باركنسون بالعيادة التي ظلت معروفة باسم باركنسون ونجله،(جراحا، صيدلانيا،وأخصائي توليد لمدة ثمانين عاما).

جيمس باركنسون
جيمس باركنسون 
كان باركنسون ركنا أصيلا من ثقافة المجتمع، فكان عضوا في الجمعية الطبية في لندن، والجمعية الطبية الجراحية في لندن، وجمعية الصيادلة، وغيرهم الكثير من مثل هذه الهيئات.

كان التدريب الذي تلقاه جيمس باركنسون متنوعا إلى حد ما،وهو الأمر الذي لم يثر الدهشة في العصر السابق للدراسات الطبية الرسمية على المستوى الجامعي.

وقد تلقى قدرا هائلا من المعارف والمهارات أثناء عمله بعيادة والده ، بينما  تلقى المحاضرات أيضا في مستشفى لندن التابعة لكلية الطب.

وفي عام 1784، حصل باركنسون على دبلومة من كلية الجراحين الملكية، ثم تلاها تعيينه كزميل في الجميعية الطبية بلندن في عام 1787.

قام باركنسون في عام 1799 بنشر أحد اعماله المرتبطة كثيرا بمهنته المفضلة، ويحمل العنوان " تحذيرات طبية للعائلات" وهوبمثابة نوع من الموسوعات الطبية.

وبعد عدة سنوات نشر باركنسون بحثا علميا حول حالة عانى منها،ألا وهي مرض النقرس ، وقد كتب في مقدمة كتابه، ملاحظات حول طبيعة وعلاج مرض النقرس، ونشر عام 1805.

an essay on the shaking palsy james parkinson
an essay on the shaking palsy james parkinson

بداية القصة مقالة عن الشلل الرعاش

وكانت نشأة البداية في عام 1817 عندما نشر جيمس باركنسون مقالة حول الشلل الرعاش بعنوان "An Essay on the shaking palsy"

واستهل مقاله باعتذار، فالمرض الذي قام بوصفه لم يكن مجالا للبحث التجريبي، ولم تكن لديه نتائج تشريحية ليعرضها.

وكل ما كان ما لديه لم يكن يتعدى مجرد الحدس والتخمين، إلا أن المرض كان خطيرا للغاية، وكانت آثاره مدمرة جدا بالنسبة للمريض، مما لايسمح مطلقا بأي تأخير في النشر عنه.

وأعقب هذا الاستهلال، خمسة فصول قصيرة، تناولت التعريف بالمرض ومساره، وأعراضه، والأمراض الأخرى التي قد تبدو شبيهة به، والأسباب المحتملة للإصابه به ، وإمكانية اكتشاف علاج له.

لقد عرف باركنسون الشلل الرعاش بأنه "حركات ارتعاشية لا إرادية،مصحوبة بضعف في القوة العضلية،في أجزاؤ الجسم المتيبسة وحتى بعد أن يتم تحريكها،يميل الجذع على إثرها للارتخاء للأمام، ثم تتسارع خطوات المريض من المشي إلى الركض.ولكن لاتتأثر الحواس ولا القدرة العقلية بهذا المرض.

الحالات التي تم وصفها

الحالة الأولى

التي لفتت انتباهه،ومكنته من دراسة تطور أعراض المرض، كانت لرجل في مقتبل الخمسينيات، ساعده عمله كبستاني في أن يحيا حياة منضبطة ومستقيمة، وأن يتسم بالوقار والرصانة.

وكان الرجل يعاني من رعشة بدأت في يده اليسرى،أعزاها البستاني نفسه إلى الإجهاد الشديد، كونه لم يستطع أن يتوصل إلى تفسير آخر.

الحالة الثانية

فكانت لرجل يبلغ من العمر ثلاثة وستين عاما،كان يعمل حاجبا سابقا في مكتب لأحد قضاة الصلح، وقد عانى من الحالة نفسها لمدة تقرب من عشر سنوات.

فثمة رجفات كانت تسري في جميع أطرافه، جعلته بالكاد قادرا على النطق، كما كان جسده يميل للتهاوي إلى الأمام أثناء سيره.

وقد أخبر باركنسون أن هذا المرض يرجع إلى قدر هائل من التجاوزات والسلبيات التي ينطوي عليها أسلوب حياته.فيما كان يشير بذلك إلى الإفراط في الشراب.

الحالة الثالثة

أما المريض الثالث ، فقد كان في منتصف الستينيات من العمر،ويعمل بحارا سابقا.ويشكو من تشنج عنيف بأطرافه، بحيث تعجز لفظة الرجفات عن وصفهن.

كان جسده منحنيا للغاية،ورأسه متدلية كثيرا للأمام ، بحيث كان مجبرا على أن يركض باستمرار، وأن يتكىء على عكازه كل خمس أو ست خطوات.

وقد اضطر إلى اتخاذ وضعية أكثر استقامة، من خلال تصويب مقدمة عجازه بكل ماأوتي من قوة تجاه الرصيف.

وقد أرجع المريض حالته تلك إلى قضائه عددا من الشهور بداخل أحد السجون الأسبانية، حيث أجبر على افتراش أرض زنزانة رطبة وعارية أثناء النوم .

الحالة الرابعة

فكانت لرجل رأه باركنسون يعبر الشارع ،حين بدا عليه أحد أهم الأعراض المميزة للمرض بصورة حادة، وبعد جهد جهيد استطاع الرجل أن يواصل حركته، التي تحولت حينها من مشية وئيدة إلى هرولة سريعة في خط مستقيم .

وشاهده باركنسون يتنزه بصحبة خادمه ، وكان الخادم يتقدم ليقف أمام سيده كل بضعة أمتار، ثم يهز جسده برفق إلى الخلف وإلى الأمام ، وما أن يتابع الرجل الهرولة مجددا، يركض الخادم أمامه كي يلحق به ، بعد أن يندفع مهرولا في خط مستقيم لمسافة تقرب من 20خطوة.

الحالة الخامسة

واستطاع باركنسون من خلال هذه الحالة أن يقدم أفضل تقرير موثق له حول مسار المرض،وكانت لرجل يبلغ من العمر72 عاما، فقد نعم هذا الرجل بحياة هادئة، ولم يكن في ماضيه مايشير إلى ما قد يعرضه للإصابة بهذا المرض.

وقد لاحظ أنه يعاني من ضعف في ذراعه الأيسر قبل مايقرب من 12 عاما ، ثم مالبث أن انتابته الرجفات، وخلال الأعوام التي أعقبت تلك الفترة، انتشرت الرجفات إلى ذراعه الآخر وإلى ساقيه.

وبعد مرور حوالي عام ، استيقظ من نومه ليلا ليجد الشلل قد أصاب جانبه الأيمن من جسده بالكامل ، بينما ارتخى الجانب الأيسر من وجهه، ثم هدأت الرجفات في الجانب الأيمن ، لكنها انتابته مرة أخرى بعد أن استعاد الذراع الأيمن والساق اليمنى قوتهما.

فسأله باركنسون عما إذا كان يخشى أن يتداعى جسده إلى الأمام أثناء المشي، وبالفعل كان الخوف من السقوط يتملكه،فكان يحرك قدميه بصعوبة بالغة، لدرجة أن أصغر الأشياء ـ حتى الحجر الصغير على رصيف الطريق ـ كانت تثير قلقه.

وذكرت زوجته أنه قد يواجه صعوبة في تفادي مسمار مثبت بشكل مستقيم، أثناء سيره داخل الغرفة.

وقد رسم باركنسون مخططا لمسار المرض في خمس أو ست صفحات داكنة اللون، وذكر فيه أن الأعراض الأولية للمرض تظهر خلسة، بحيث لايتمكن المريض من تحديد بداية توقيت ظهروها على وجه الدقة .

وصف باركنسون لسمات مرض الشلل الرعاش

المرحلة الاولى

وكان أول الأعراض التي لاحظها ، هو ضعف طفيف في أحد الذراعين أو أحد الساقين ،وأحيانا الرأس ، مصحوبا بميل إلى الارتجاف، وتنتشر هذه الحالة بشكل حتمي إلى باقي الأطراف .

على الرغم من هذا الانتشار قد يستغرق قرابة العام،كما أن المريض نفسه يلاحظ أنه يعاني من صعوبة أثناء سيره منتصب القامة، وحتى عند الجلوس .

وتكون اليد مرتعشة،بحيث تفشل في الاستجابة الدقيقة لأوامر صاحبها وإرادته، وتصبح الكتابة عملية مرهقة، ومثلها يصبح تناول الطعام، حيث يصعب على المريض رفع الشوكة من الطبق إلى فمه .

المرحلة الثانية

وتصبح هذه الرعشات المؤلمة متواصلة،وأحيانا يتسنى للمريض أن يتخلص من هذه الرجفات من خلال بعض الحركات العنيفة، ولكنها ماتلبث أن تعاود الكرة في الذراع أو الساق المقابلين.

وبحثا عن الراحة من نوبة الرجفات المؤلمة هذه، فإن المريض يلجأ للمشي،كنوع من التمرينات الرياضية ، ولكن مع تقدم المرض يحرم المريض من ذلك العزاء اليسير.

المرحلة الثالثة

وتصبح محاولة كبح جماح الرغبة في الانحناء إلى الامام شبه مستحيلة، لذا يشرع المريض في السير على أطراف قدميه، ولكي يتجنب السقوط ، يتعين عليه أن يسير بخطوات أقصر وأسرع ، حتى يغدو سيره أشبه بالهرولة.

وأثناء هذه المرحلة ، يجابه المريض أعراضا تقض مضجعه أثناء الليل،حيث تصبح الرعشات حادة وقوية للغاية ، لدرجة أنه يستيقظ من نومه مفزوعا بانتظام.

المرحلة الرابعة

لايسطتع المريض إطعام نفسه ، كما لايتمكن من إبقاء الطعام واللعاب بداخل فمه.

ويفقد المريض سيطرته بالكامل على عضلاته ،كما تستقر ذقنه بدون حراك على صدره. 

المرحلة الخامسة

وفي نهاية المطاف ، ينبىء النوم المتواصل مصحوبا الهذيان الطفيف وغيره من علامات الإرهاق الشديد.

أسباب المرض 

وعن أسباب المرض فقد أشار باركنسون إلى أن هذا المرض ينشأ في الجزء العلوي من النخاع الشوكي،أسفل المخ مباشرة:أي في النخاع المستطيل.

ومن المعروف أن النخاع الشوكي في هذه المنطقة كثيرا مايتحرك ،لذا فإنه أكثر عرضة للإصابة ،وحيث لم يتذكر أي من هؤلاء المرضى تعرضه لإصابة مفاجئة، فقد رجح باركنسون إحتمالية أن ثمة عدوى بطيئة أو عصب منقبض ،كان السبب وراء ظهور أعراض المرض 

استقبل المقال بحفاوة بالغة من قبل الصحافة الطبية التي لم تزل حينها وليدة في مهدها، وكان لابد للكتاب الذين سلطوا الضوء لاحقا على مرض الشلل الرعاش أن يقروا بأنه لم تكن لديهم إضافة تذكر إلى ما توصل إليه باركنسون من ملاحظات.

وفي عام 1860 أجرى يوهان فون أوبلسر،أستاذ الطب في فيينا ، تشريحا لجثة رجل بلغ من العمر 42 عاما، كان يعاني من الرجفة المميزة للمرض ،واكتشف وجود وفرة من النشيج الضام في النخاع المستطيل - البقعة التي اشتبه باركنسون فيها- والتي كانت من الممكن أن تسبب ضغطا على الأعصاب.

جان مارتن شاركو
جان مارتن شاركو

إسهامات جان مارتن شاركو

جذبت هذه النتيجة انتباه جان مارتن شاركو الملقب بأبو علم الأعصاب بفرنسا فنشر عددا من المقالات حول هذا الموضوع في عام 1861بمساعدة زميله فابلين.

وعبر تاريخه المهني ، ظل شاركو يعود بانتظام إلى هذا المرض، والذي لم يزل وقتها يعرف باسم الشلل الرعاش .

وعلى النقيض من باركنسون ، تمكن شاركو من شرح كافة المراحل المختلفة لتطور المرض في الوقت نفسه ، وكان وصفه يتميز بالدقة المتناهية فقد ذكر:

  1. أن اليد اليمنى للمريض تتخذ هيئة مميزة حيث تمدد الإبهام وتمددت الأصابع ، بحيث يمكنك أن تمرر قلما فيما بينهم.
  2. وأثناء حدوث الرجفة ، يتحرك الإبهام ذهابا وإيابا فوق باقي الأصابع، كما لوكان يبشر قطعة من الطباشير ،أو يلف رزمة من الورق.
  3. وذكر أيضا أن خط المريض أثناء الكتابة يأخذ في الصغر شيئا فشيئا. 
  4. كما قدم وصفا للبطء التدريجي في كافة الحركات،والوقت الكافي الذي يستغرق بين التفكير والتنفيذ. 
  5. واكتشف شاركو أيضا عرضا ملحوظا أطلق عليه اسم الاندفاع الخلفي وهورغبة جامحة تنناب المريض أثناء المشي باتجاه عكسي ، تجعله يسير مهرولا ، في حين ينحني الجسم إلى الأمام.

وأما فيما يخص سبب الإصابة بالمرض ، لم يكن يرقى إلأ لمستوى الحدس والتخمين ، وقد أجرى العديد من عمليات التشريح ولم يتوصل لشىء.

وقد جرب شاركو العلاج بالإستركنيين والأفيون ونبات البلادونة ونترات الفضة ،ولكن لم يجد أي منهم نفعا ولم يحقق الشفاء التام. 

أطلق شاركو على هذا المرض مسمى "باركنسون " خلال محاضرة له ألقاها في 19 نوفمبر عام 1876 ، حيث لم يعد راضيا عن تسمية الشلل الرعاش، وذلك لسببين :

  • لم تكن علامات العجز أو الوهن تبدوا دائما على المرضى.حيث أنه عند قياس قوة العضلات أثناء الارتعاش ،وجد أن العضلات احتفظت بالكثير من قوتها.
  • إن لفظ الرعاش كانت في غير محلها ،نظرا لأن بعض المرضى قد ظهرت عليهم أعراض المرض ،كانحناء الظهر وتبدل ملامح الوجه وتصلب العضلات ،دون أن يعانوا من الرعشات .

وخلص شاركو إلى أنه من الغرابة بمكان أن تتم تسمية أحد الأمراض وفقا لإحدى خصائصه التي لم تظهر باستمرار على المرضى.

وبناء عليه ، كان اقتراحه أن يطلق على هذه الحالة اسم "مرض باركنسون"

المادة السوداء (Substantia Nigra)

وبدأ تلامذة شاركو يكرسوا مواضيع الدكتوراة الخاصة بهم لمناقشة مرض باركنسون .

وفي أوخر عام 1895 ،تشكك تلميذ شاركو إدوارد بريسود في أن سبب المرض عبارة عن تلف يصيب منطقة في المخ تدعى المادة السوداء (البؤرة السوداء) ، والتي اكتسبت اسمها من الصبغة الداكنة المنتشرة في الخلايا.

غير أنه لم ينقض ربع قرن من الزمان ،أي في عام 1919 ،حتى عثر قسطنطين تريتياكوف على أدلة تدعم فرضية المادة السوداء خلال سلسلة من عمليات تشريح مابعد الوفاة.

وفي مختبر الزهايمر بألمانيا ، عثر ليفي أو لوي ، حسب ما أطلق عليه لاحقا عقب هجرته إلى الولايات المتحدة في أدمغة مرضى باركنسون على ترسيبات البروتين المرضي ، والتي تعرف باسم كتل لوي.

ومنذ عام 1953، أعزى الأطباء سبب الأصابة بمرض باركنسون إلى نقص مادة الدوبامينن التي تنظم انتقال المنبهات بين الخلايا العصبية ، ويتم انتاج هذا الناقل العصبي بداخل المادة السوداء.

وبالنسبة للذين يعانون من مرض باركنسون ،فإن خلايا تلك المنطقة تصبح أقل ناشطا تدريجا، وعند غياب المنبه ،فإن العضلات تتيبس وتتوتر، مما يؤدي إلى تلك التأثيرات الملحوظة على التموضع والتحرك.

وبتحديد سبب مرض باركنسون، والمادة ومنشأها وتأثيرها ، قد أفسح المجال أمام الخيارات العلاجية الجديدة.

مرض باركنسون عبر التاريخ

ومع ذلك يجب أن يذكر أن قصة مرض باركنسون لم تبدأ مع باركنسون بل كانت البداية ممتدة عبر التاريخ.

حيث أن العديد من الأشخاص قد وصفوا مرض باركنسون قبل باركنسون نفسه، فقد وجُد وصفا جزئيا لبعض معالم مرض الشلل الرعاش في كتب الأدب القديم:

  • فقد وجد صفا لأعراض الشلل الرعاش في أحد الأساليب الطبية في الحضارة الهندية القديمة يسمى الأيورفيدا (كامبافاتا) في وقت يعود إلى 5000 عام قبل الميلاد.
  • واستخدم الباحثون البقوليات الاستوائية "ميكونا بيورينز" لمعالجة هذا المرض، وتعتبر هذه البذور مصدرا طبيعيا للحصول على الدوبامين.
  • ووجد على ورق البردي المصري من القرن التاسع عشر 1200ــ 1350قبل الميلاد وصفا للملك " الشيخوخة الإلهية أدت إلى تباطؤ فمه، وإلقاء بصاقه على الأرض " ومن المرجح أن هذا البيان هو وصف سيلان اللعاب المشاهد في مرض الشلل الرعاش.
  • كما أن الكتب الطبية الصينية القديمة هوانغ دي ني جينغ سو ون (المعروفة أيضا باسم سو ون) كتبت من حوالي 500 عام قبل الميلاد لتصف بعض من أعراض مرض الشلل الرعاش.
  • وفي القرن الثاني، كتب الطبيب اليوناني القديم كلوديوس جالينوس كتابا عن الرعشة ، والتشنج ، ووصف رعشة اليد في حالة السكون ، وميز بين أنواع مختلفة من الهزات على أساس أصلهم ومظهرهم .
  • وقال بأن الأفراد المسنين يتعرضوا إلى رعشة بسبب ضعف في قوتهم للسيطرة على حركة أطرافهم ، كما وصف أيضا المريض الذي لديه " عينين واسعة ومفتوحة وملقى على السرير جامدا كما لو كان مصنوعا من الخشب ويعاني من رعشة وامساك وأعراض نفسية .
  • وكتب ليوناردو دافنشي (1452ــ 1519م) عن الحركات اللاإرادية " كيف أن الاعصاب تعمل أحيانا من تلقاء نفسها من دون أي أمر من الروح، هذا يظهر بوضوح عندما تشاهد المشلولين وأولئك الذين يرتجفون من البرد يحركون أجزائهم المتحركة مثل رؤوسهم وأيديهم دون الحصول على إذن من الروح، لا تستطيع الروح مع كل قوتها أن تمنعهم من الارتجاف"
  • وجاء في الجزء الثاني من هنري السادس لوليام شكسبير (1564ـــ 1616م) حوارا بين ديك وساي، ديك يسأل ساي: لماذا ترتعش يا رجل؟ ساي يجيب: إن الشلل، وليس الخوف هو الذي يثيرني " ومن المحتمل أنه يصف الرعشة الخاصة بمرض الشلل الرعاش
  • وقد كتب جون أوبري (1626ــ 1697م) في كتابه " الحياة الخاصة بالسيد توماس هوبز" واصفا فيه معاناة هوبز من " شلل المصافحة “، أنه يكتب عن العجز التدريجي الذي أصاب توماس هوبز كان مريضا لعدة سنوات قبل وفاته، وكان مشلولا بحيث أنه لم يكن قادرا على كتابة اسمه واصفا بطء الحركة الموجود في مرض الشلل الرعاش
  • ووصف الطبيب الأسكتلندي جورج تشاين (1671ـــ 1734م) في الفصل الثاني عشر من كتاب المرض الإنجليزي ""أعراض الشلل " ذكر " أنه مرض يفقد فيه الجسم أو بعض أعضاء الجسم حركتها.
  • وهذا المرض لا يمكن أن يكون حادا بل مزمنا في كثير من الأحيان، في الناس المسنين، غير قابل للشفاء تقريبا، تستمر حياة المريض بائسة يترنح ويهتز".
  • وفي عام 1763م وصف فرانسوا بواسييردو سوفاج دي لا كروا (1706ــ 1767) ملاحظاته على فردين مسنين كانت لديهم " صعوبات في بدء المشي بسبب انخفاض مرونة العضلات " وتم تسميته " التصلب المسرع " وهذا يتماشى مع جمود وبدء تردد في المشية الذي غالبا ما يوجد في مرض الشلل الرعاش.
  • وذكر يوهانس بابتيست ساجار في بحثه " موضوع أريادن للطلاب عن المرض (1776م) كيف أنه رأي في فيينا " رجل فوق سن 50سنة يتحرك لاإراديا غير متمكنا من الحفاظ على اتجاهه وذلك لتجنب العقبات " من المرجح أن يصف المشية التسارعية الموجودة في مرض الشلل الرعاش.
  • وقدم جون هنتر (1728ــ1793م) وهو طبيب جراح إسكتلندي بارز في عام 1776م وصفا للملك قائلا " أن يديه على الدوام في حالة حركة، وأنه لم يشعر أبدا بإحساسهم بالتعب، وإن يديه تكون في حالة سكون تماماعندما يكون نائما، وتبدأ في الحركة عندما يستيقظ ، هذه الملامح هي سمة رعشة السكون الخاصة بمرض الشلل الرعاش.
  • واُعتُبر ويلهلم فون هومبولت (1767ــ 1835م) أول مريض بالشلل الرعاش يصف حالته في رسائله قائلا: " أنا آسف لأني أكتب بطريقة غير واضحة ، لسوء الحظ فقط في كثير من الأحيان ، أسبب متاعب للناس في فك رموز الكتابة بيدي .
  • وأنا أفكر في هذا عندما اكتب ولكن هذا لم يلفت نظري دائما ، وهكذا أصبح خطي غير مقروء " ثم تحدث عن الرعشة ، والارتجاف، ومتاعب التزرير، وعزا هذا إلى الشيخوخة ، على الرغم من أنه يصف فقدان المهارة ، وبطء الحركة الموجود في مرض الباركنسون ( الشلل الرعاش ) .

هذه هي قصة مرض باركنسون ـ النشأة والتاريخ 

 دمتم بصحة وعافية


تعليقات

التنقل السريع