القائمة الرئيسية

الصفحات

ماهي أعراض مرض باركنسون وكيفية تشخيصه

 

ماهي أعراض مرض باركنسون وكيفية تشخيصه
ماهي أعراض مرض باركنسون وكيفية تشخيصه


نظرة عامة

في المراحل الأولى من مرض باركنسون يتأثر عادة جزء واحد من الدماغ فقط، أو يتأثر جزء منه أكثر من الجزء الآخر، ولا يُعرف حتى اليوم سبب تأثر جزء من الدماغ قبل الآخر.

 وتتطور أعراض المرض بشكل تدريجي على مدار فترة زمنية تقدر بعدة أعوام، وقد لا يعي الشخص المصاب أن لديه أعراض هذا المرض ولكن غالبا ما يُلاحظ أحد الأقارب أو الأصدقاء المقربين أعراض المرض أولا.

فيبدى تعليقا أن الشخص المعني بدأت حركته تبطؤ أو أنه يرتعش ـ وهو ما قد لا يلاحظه المصاب بنفسه ــ إنه لا يستطيع التحكم في قدميه ، وفقط عند تشخيص المرض ـ يمكن للمريض أو أفراد عائلته من العودة إلى الماضي لمعرفة ما حدث بالضبط، وإدراك أن الأعراض (على الرغم من خفة حدتها وعدم تسببها بحدوث أي إعاقة) كانت موجودة منذ فترة طويلة من الزمن.

تتفاوت هذه الأعراض الأولية الخفيفة بين مصاب وآخر، لكن عادة ما يكتسب الشخص المصاب تدريجيا مجموعة من الصفات التي تميز مرض باركنسون، ولا يصاب جميع المرضى بكل أعراض المرض.

تعرف على أسباب مرض باركنسون

الأعراض الحركية التي تعتبر الأكثر شيوعا

1. الشعور بالرعشة أو الرجفة:

الرجفة هي غالبًا أكثر أعراض مرض باركنسون المبكرة شيوعًا، ولكنها غير موجودة في 20% من مرضى باركنسون.

وقد تظهر على هيئة رجفة خفيفة في إحدى الأصابع أو في اليد كاملة أو في القدم أو الفك وأحيانا اللسان.

حيث ترتجف السبابة والإبهام في حركة مميزة وكأنها تسبح بالسبحة أو تعد النقود وتسمى رعاش دَحْرَجَةِ الحَبًة ــ Pill-rolling tremor) وقد تصيب الرعشة الرأس أحيانا، ونادرا ما يرتعش البطن والصدر.

لكن في مراحل المرض الأولى غالبًا ستكون هذه الرجفة خفيفة إلى درجة ألا يلاحظها أحد غير المصاب بها، وخاصةً عندما يكون الجسم في وضعية الراحة (مثل وضع الذراع على ذراع الأريكة)، لكنها تزداد حدة مع تطور مراحل المرض.

2لكتابة بخط أصغر من المعتاد

إن التغير المفاجئ في حجم الخط الذي تكتبه على الورق قد يكون إنذارًا مبكرًا بالإصابة، فمرضى باركنسون يبدؤون بفقدان السيطرة على حركة الجسم بسبب التغييرات التي تطرأ على الدماغ، ما يجعل حتى الحركات البسيطة والآلية أصعب من المعتاد.

عادةً تتميز كتابة مرضى باركنسون ب:

  1. صغر حجم الأحرف عن المعتاد.
  2. المسافة الفاصلة بين كل كلمة والتي تليها تكون صغيرة جدًا.

قد يبدأ الأمر في المراحل المبكرة من المرض بحرف واحد أصغر من المعتاد أثناء الكتابة، ليزداد عدد الأحرف الصغيرة الحجم تدريجيًا مع تطور مراحل المرض.

3.التعرض لمشكلات واضطرابات في النوم

مع أن اضطرابات النوم والأرق والتقلب المستمر هي أمور يتعرض لها الكثير من الناس في حياتهم دون أن يكون هذا بالضرورة مؤشرًا على الإصابة، إلا أن اضطرابات النوم تتخذ بعدًا اخر عند مرضى باركنسون، مثل:

  1. صعوبة الاستغراق في النوم.
  2. النوم المفرط أثناء النهار.
  3. اضطرابات السلوك أثناء النوم.

وقد يسوء الوضع فتظهر على المريض بعض الحركات غير القابلة للسيطرة وبشكل منتظم، مثل:

  1. الركل.
  2. التلويح بالذراعين.
  3. السقوط من السرير.

4.  المعاناة من جمود وبطء الحركة(تيبس)

أحد أعراض مرض باركنسون المبكرة هي الجمود وبطء الحركة نتيجة تصلب العضلات الناتج عن تقلص العضلات المستمر وصعوبة ارتخائها.

ويؤدي توتر العضلات الزائد إلى إعاقة الحركة وإبطاء وتيرتها ويمكن أن يكون مصدراً للألم.

وحيث أن المرض يصيب غالبًا البالغين الذين تجاوز عمرهم 60 عامًا، ومع أن العديد من غير المصابين بالمرض قد يعانون من صعوبات صباحية وبطء الحركة بسبب نقص النشاط صباحًا، إلا أن الأمر يختلف لدى مرضى باركنسون.

إذ أن البطء في الحركة لدى المرضى هنا لا يتلاشى مع مضي اليوم، بل يستمر، والمصاب بالمرض مع الوقت سيبدأ بملاحظة تشنجات حركية كما أنه سوف يلاحظ ترددا أو عدم القدرة على استهلال "بدء" الحركة، وهو ما يعرف بــــــ "التردد في الاستهلال"، وقد يتطور الى عجز عن إتمام الحركة ويعرف بـــــــ" قلة الحركة “.

5.التعرض لتغيرات في الصوت

يؤثر مرض باركنسون على الحركة بأنواعها المختلفة،بما في ذلك طريقة الحديث، ومع أن هذا الأمر يظهر بشكل أكثر حدة على المصابين في المراحل المتقدمة.

إلا أن بعض هذه التغبرات الطفيفة وطريقة الكلام تبدأ بالظهوؤ في مراحل المرض الأولى وقد لاتكون هذه التغيرات واضحة حتى للمصاب نفسه . 

تبدأ هذه التغييرات عادةً على هيئة صوت منخفض النبرة (رقة الصوت وضعفه) ليتطور الأمر في المراحل المتقدمة من المرض، فيجد صعوبة في بدء الكلام (التردد في بدء الكلام) وفقد ايقاع الكلام (الكلام على وتيرة واحدة) والكلام المتداخل، وقد يصبح صوت المريض همسًا لا أكثر.

6. الإصابة بتغيرات في الوجه

أحد أعراض مرض باركنسون المبكرة أنه يؤثر على تعابير الوجه، فالكثير من مرضى باركنسون تبدو تعابير وجههم حيادية لا تشي بالكثير من المشاعر (Blank stare).

ذلك لأن المرض يجعل التحكم بعضلات الوجه الصغيرة صعبًا بعض الشيء، كما أن مرضى باركنسون قد يميلون للرمش بوتيرة أقل من المعتاد.

7.الإصابة بتغيرات في وضعية الجسد أثناء الوقوف

لا يصيب المرض الفرد بهيئته الحادة فجأة أو دون مقدمات، بل تبدأ أعراض باركنسون المبكرة بالظهور تدريجيًا، بما في ذلك تغييرات في وضعية الجسم أثناء الوقوف والتي تبدأ بشكل طفيف في البداية لتزداد سوءًا مع الوقت.

إن بعض الانحناء في وضعية الجسم أثناء الوقوف قد يكون من أعراض المرض الأولى، ويعود هذا إلى فقدان المريض للسيطرة على قدرته على تنسيق حركاته مع خلل في التوازن يتطور ويزداد سوءًا بشكل تدريجي.

ومع أن الانحناء في القامة قد ينشأ بسبب إصابة معينة تعرض لها المريض في ظهره مثلًا، إلا أن المريض غالبًا سيستعيد استقامة قامته حال تعافيه، الأمر الذي يختلف عن مريض باركنسون، والذي غالبًا لن يستطيع استعادة السيطرة على امتداد واستقامة قامته.

الأعراض غير الحركية (أقل شيوعا) 

صعوبات في التفكير

قد يواجه المصاب مشكلات في الإدراك، وصعوبات في التفكير، والتأخر في رد الفعل، وهذه تحدث عادةً في المراحل المتقدمة من مرض باركنسون.

الاكتئاب والتغيرات العاطفية

أحيانًا قد يصاب بالاكتئاب في المراحل المبكرة جدًا، كما يمكن أن يصاب بتغيرات عاطفية أخرى، مثل الخوف، أو القلق، أو فقدان الحافز واللامبالاة.

الاضطرابات النفسية

  1. الهلوسة البصرية.
  2. التشوش الذهني.

مشكلات الجهاز الهضمي

  1. صعوبة البلع.
  2. الامساك.
  3. سيلان اللعاب.
  4. سوء التغذية.
  5. سوء حالة الاسنان
  6. الغثيان والقيء.

مشكلات العيون

  1. الرؤية المزدوجة. 
  2. جفاف العين.
  3. التهاب جفن العين. 

مشكلات الناتجة عن اصابة الجهاز العصبي اللاإرادي 

  1. جفاف الجلد.
  2. مشكلات في المثانة.
  3. اضطراب الوظائف الجنسية "العجز الجنسي".
  4.  تغيرات في مستوى ضغط الدم.
  5.  زيادة الحساسية للبرد.
  6. التعرق.

اضطرابات الحواس

  1. فقدان حاسة الشم والتذوق.

مشكلات الألم والاحساس

  1.  تقلصات القدم أو ضعف القوة.
  2. الألم الشامل وآلم الظهر.
  3. التنميل والوخز.
تشوهات المفاصل والهيكل العظمي

  1. انحناء جانبي في العمود الفقري
  2. هشاشة العظام
  3.  تشوهات اليد والقدم
  4.  تصلب الكتف
مشكلات التوازن

  1. صعوبة المحافظة على التوازن. 
  2. التصلب اثناء المشي.
  3. التردد اثناء المشي.
  4. صعوبة الدوران اثناء المشي.
  5. التجمد.
  6. السقوط.

·  مضاعفات وأعراض أخرى

  1. رعشة داخلية.
  2. نقص معدل المشي.
  3. تغييرات الوجه.
  4. تورم الرجلين.
  5. قصر النفس.
  6. الإرهاق ونقص الطاقة.
  7. فقدان الوزن.

مراحل تطور المرض

تتطور أعراض مرض باركنسون ببطء على مدار عدة سنوات، ولكن يختلف معدل التقدم من شخص إلى آخر، ولا يمكن التنبؤ على وجه الدقة بمعدّل تقدم المرض حيث يعتمد على عوامل متعددة.

وبالرغم من ذلك تم تقسيم مراحل تطور مرض باركنسون إلى خمسة مراحل، وهي كالآتي:

المرحلة الأولى 

يصاحبها أعراض خفيفة كالرعاش أو التصلب، وتظهر في جانب واحد من الجسم دون التأثير على نمط الحياة

المرحلة الثاني

تظهر الأعراض على جانبي الجسم أو بشكل محوري دون تأثير على توازن الجسم، تظهر هذه المرحلة عادة بعد أشهر أو سنوات .

المرحلة الثالثة 

يحدث فقدان في القدرة على التوازن وبطء شديد في الحركة وردات الفعل، ويستطيع المرضى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.

المرحلة الرابعة

 فقدان القدرة على القيام بوظائف الحياة اليومية دون مساعدة، ولكن يتمكن المرضى من المشي والوقوف بأنفسهم.

المرحلة الخامسة

يفقد المرضى في هذه المرحلة القدرة على المشي أو الوقوف، وتتقيد حركتهم إما بملازمة السرير أو الكرسي المتحرك.


كيف يتم تشخيص مرض باركنسون

قد يصعب على الأطباء تشخيص المرض الخفيف والمُبكِر لأنه يبدأ بشكلٍ مخاتلٍ عادةً وببطء شديد.

لدرجة أنه نادرا ما يلاحظ، تشعر برعشة في يدك، يمكن أن تكون بسبب الإرهاق أليس كذلك؟ تتقلص عضلات كتفك وتتصلب، يمكن أن يكون إجهادا في العضلات، أليس كذلك؟

تسألك زوجتك، لماذا لم تعد تبتسم؟ ويسألك أبنائك، لماذا تمشي ببطء؟ قد تتجاهل تعليقاتهم، ولكن في قرارة نفسك تعلم جيدا أنهم يعنون شيئا ما، وان الأمور لا تجري على ما يرام.

ويصعب التأكد من التشخيص قبل ظهور عدد كاف من الأعراض، كما أن كثيرا من المرضى لا تظهر عليهم الأعراض جميعها.

ويزداد الوضع صعوبة خُصوصًا بالنسبة إلى كبار السن لأن الشيخوخة يمكن أن تسبب بعضًا من نفس المشاكل التي يسببها مرض باركنسون، مثل فقدان التوازن والحركات البطيئة وتيبس العضلات والوضعية المنحنية.

ولا توجد اختبارات أو فحوصات تصويرية يمكنها تأكيد تشخيص هذا المرض، فلا فحص دم يؤكد، والفحص بأشعة الرنين المغناطيسي MRI للدماغ لا يظهر أي تغيرات.

لذا يتم التشخيص عن طريق نموذج الأعراض، والذي يعتمد على تقييم الطبيب (الفحص السريري).



حيث يقوم الطبيب بالسؤال عن الأعراض التي يشكو منها المريض، ومعدل التطور، وأي أعراض إضافية قد تشير لتشخيص مُغاير، ووجود أي تاريخ عائلي للأمراض العصبية، وهل هناك أمراض أخرى يشكو منها وماهي الأدوية التي يتناولها.

وقد يتضمن الفحص فحصا تفصيليا للأعصاب وتقييما للقدرة على النطق وحركة العينين، وتقييم دقيق للأطراف ومدى حرية تحركهما وقوتهما.

إضافة إلى ردود الفعل اللاإرادية والاستجابات الحسية للمريض (إدراك اللمسة الخفيفة ـ وخز الدبوس ـ القدرة على معرفة ما إذا كان إصبع الإبهام أو إصبع القدم الكبير يتحرك لأعلى أو لأسفل وهو مغلق العينين)

 ويتم فحص الصلابة عن طريق اختبار قوة العضلات في المعصم والمرفقين والكتفين والركبتين (وأحيانًا الوركين) عن طريق إمساك الطرف وتحريكه ببطء وبسرعة.

ثم اختبار ردود الفعل للجهاز العصبي، واختبار الحركات السريعة بالنقر بالأصابع على الإبهام، وتحريك راحتي اليد لأعلى وأسفل، وتحويل المعصم من جانب إلى آخر، وتحريك القدم صعودا وهبوطا.

وفحص إيقاع حركات المريض ومقارنة الجانب الأيسر بالأيمن، ويتم اجراء اختبارات التناسق عن طريق لمس الأنف بالإصبع، ثم ملامسة طرف إصبع الطبيب.

مع ملاحظة وجود أي ارتعاشات عندما يكون المريض في حالة من السكون، كما قد يطلب منه أن يرسم شكلا حلزونيا، وأن يمشي وملاحظة أرجحة الذراعين بحرية عند المشي.

ويمكن إجراء بعض الاختبارات مثل فحص الدم أو البول، للتحقق من عدم وجود اعتلالات اخرى تحمل اعراضا مشابهة لأعراض مرض باركنسون مثل:

  • ضمور الاجهزة المتعدد (MSA).
  • شلل فوق النواة المتزايد (PSP).
  • ·  ضمور القشرة الأساسية (CBD).
  • ·  مرض ويلسون (Wilson's disease).
  • ·  الشلل الرعاش المتسبب بالأدوية (خاصة الأدوية المضادة للذهان).
  • ·  الشلل الرعاش الأساسي.
  • ·  باركنسونية تالية لالتهاب الدماغ.
  • ·  فرط نشاط الغدة الدرقية.
  • ·  الأورام.

ويعتبر العديد من الخبراء أن وجود اثنين من ثلاثة أعراض حركية أساسية وهي:

  • بطء الحركة.
  • رُعاش مميَّز
  •  صَمل عضليّ Muscle rigidity.

متماثل مع مرض باركنسون، وفي بعض الأحيان يتم باستخدام دواء الليفودوبا كجرعة تجريبية لتأكيد التشخيص من عدمه.

بمعرفة إن كان سيحدث تحسنا واضحا وطويل الأمد (مستمر) في السيطرة على الأعراض التي يشكو منها المريض.

وفي عام 2011، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)على اختبار تصوير للمساعدة في تشخيص مرض باركنسون (dopamine transporter single-photon emission computed tomography) والمعروف بــــ ((DAT Scan.

في هذا الاختبار يتم حقن كمية صغيرة من عقار مشع حيث يعلق بناقل الدوبامين، وهو جزء موجود في الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين، وبعد عدة ساعات.

يقوم جهاز ماسح التصوير المقطعي المحوسب بمسح الراس على غرار التصوير بالرنين المغناطيسي للكشف عن وجود (DAT SCAN).

سيظهر DaTscan بشكل غير طبيعي في أي مرض يحدث فيه فقدان لنهايات الدوبامين العصبية في الدماغ.

لذلك، فإن متلازمات باركنسون، مثل الشلل فوق النووي التقدمي (PSP)، والتنكس العقدي القشري القاعدي (CBGD) وضمور الجهاز المتعدد (MSA) تظهر جميعها عادةً عمليات فحص غير طبيعية لـ DaTscan. لذلك لا يمكن استخدام DaTscan للتمييز بين هذه المتلازمات.

وبناء على ذلك فإنه لا يمكن لنتائج DAT Scan أن تظهر إصابة المريض بمرض باركنسون، لكنها يمكن أن تساعد الطبيب في تأكيد التشخيص أو استبعاد مرض باركنسون.


دمتم بصحة وعافية


تعليقات

التنقل السريع