القائمة الرئيسية

الصفحات


الهذيان والخرف ومرض باركنسون
الهذيان والخرف ومرض باركنسون

مقدمة

يعتبر الهذيان والخرف من أكثر الأَسبَاب انتشارا  للخلل الوظيفي المعرفي،عند كبار السن أي عدم القدرة على اكتساب المعرفة والاحتفاظ بها واستخدامها بشكلٍ طبيعي.

والخرف (dementia) لا يعتبر مرضا، لكنه مجموعة من الأعراض التي تؤثر بشدة في الذاكرة، والتفكير والقدرات الاجتماعية؛ مما يعيق الوظائف اليومية

يعاني العديد من الأشخاص المصابين بمرض باركنسون (PD) من درجة معينة من التغيير المعرفي، مثل بطء الذاكرة أو تغيرات في التفكير أو صعوبة في التركيز أو صعوبة في العثور على الكلمات.

والخرف هو تغيير معرفي دائم يتعارض مع الأنشطة اليومية ونوعية الحياة. إن تحديد تغييرات التفكير مبكرًا ومناقشتها مع الطبيب المعالج هي الخطوات الأولى في علاج أو استبعاد الخَرَف المرتبط بمرض باركنسون PD.

تعد الحركة البطيئة والرعشة والتصلب من علامات الحركة المرئية لمرض باركنسون. على الرغم من عدم وضوح تأثير أعراض عدم الحركة.

إلا أنه يمكن أن يكون أكثر صعوبة للأشخاص الذين يعانون من مرض باركنسون وأحبائهم - وهذا يشمل مشاكل في التفكير والذاكرة.

ما بين 60 إلى 80٪ من الأشخاص الذين يعيشون مع مرض باركنسون لمدة 15 عامًا أو أكثر قد يعانون من الخرف المرتبط بالأمراض. يمكن أن يضمن الوعي بتغييرات التفكير العلاج المبكر.

الفرق بين الهذيان والخرف

والهذيان والخرف قد يظهران كأعراض على المريض مع بعضهما بعضًا، إلا أنهما يختلفان  تمامًا:
  • حيث يبدأ الهذيان فجأة، ويسبب تقلبات في الوظيفة الذهنية، ويمكن الشفاء منه عادة، بينما يبدأ الخرف تدريجيا ويستفحل ببطء، ولا يمكن الشفاء منه عادة.
  • كما يُؤثِّرُ هذان الاضطرابان في الوظيفة الذهنية بشكلٍ مختلفٍ أيضًا، حيث يُؤثّرُ الهذيان في الانتباه بشكلٍ رئيسيّ، بينما يُؤثرُ الخرف في الذاكرةِ بشكلٍ رئيسي.
  • قد يحدث الهذيان والخرف لأسباب مختلفة في أي عمر، ولكنهما أكثر شُيُوعًا عندكبار السن بسبب التغيرات التي تصيب الدماغ المرتبطة بالعمر.
وفي هذا المقال سنتعرف على أكثرأنواع الخرف التي يصاب بها كبار السن وهي من حيث الأعراض وكيفية التشخيص وطرق ووسائل العلاج:
  1. الخرف الوعائي.
  2. خرفُ مرض باركنسون.
  3. خرف أجسام لوي.

أنواع الخرف.

الخرفُ الوعائي (vascular dementia).

  • هُوَ ضعف في الوظيفة الذهنية ينجم عن إصابة في نسيج الدِّمَاغ بسبب ضعف أو انقطاع التروية الدموية.
  • وعادةً ما يكون السبب هو السكتات، سواء عدد قليل من السكتات الكبيرة أم عدد كثير من السكتات الصغيرة.
  • قد يتفاقم الخرف الوعائي على خطوات، وقد تتطور الأعراض فجأة، ثم تصل إلى الذروة أو تقل إلى حدٍ ما،على العكس من الأنواع الأخرى من الخرف (والتي تميلُ إلى التفاقُم بشكلٍ مستمر).
  • ثم تزيد الاعراض بعد أشهرٍ أو سنواتٍ لاحقة عندما يصاب المريض بسكتة أخرى. ويتفاقم الخرفُ الذي ينجم عن العديد من السكتات الصغيرة بشكلٍ تدريجي عادةً أكثر من الخرف الذي ينجم عن عدد قليل من السكتات الكبيرة.
  • وقد تكون السكتات الصغيرة مُخاتلةً إلى درجة أن الخرف قد يبدو يحدث بشكلٍ تدريجي ومستمر بدلاً من حدوثه في خطوات.

أعراضُ الخرف الوعائي

  1. فقدان الذاكرة.
  2. صعوبة التخطيط والبدء في الأعمال أو المهمام.
  3. التفكير البطيء.
  4. الميل إلى التجول من دون وجهة.
  5. يكون تأثير الخرف الوعائي في ضعف الذاكرة بشكل أكبر وإلى التأثير في الشخصية بشكلٍ أقل.
  6. وتختلف الأعراض اعتمادا على الجزء المصاب من الدماغ، وعادةً لا يحدث ضعف في بعض جوانب الوظيفة الذهنية لأن السكتات تصيب النسيج فقط في جزء من الدماغ.
  7. ولذلك، قد يكون المرضى أكثر إدراكاً لما أصابهم وأكثر عرضة للاكتئاب بالمقارنة مع المرضى الذين يعانون من أنواع أخرى من الخرف.
  8. ومع حدوث المزيد من السكتات واستفحال الخرف، قد تظهر لدى المرضى أعراض أخرى بسبب السكتات؛ فقد يحدث ضعفٌ أو شلل في ذراع أو ساق، وقد يواجه المرضى صعوبة في الكلام.

خرف مرض باركنسون

  • في خرف داء باركنسون، تبدأ الوظيفة الذهنية بالتراجع عادةً خلال 10 إلى 15 عامًا تقريباً من بعد حدوث مشاكل في العضلات والحركة.(وهذا على العكس من الخرف المصاحب لأأجسام ليوي).
  • وكما هيَ الحال بالنسبة إلى الأنواعِ الأخرى من الخرف، يمكن أن يتأثر العديد من الوظائف الذهنية حيث تضعُف الذاكرة، ويواجه المرضى صعوبةً في الانتباه ومُعالجة المعلومات ويصبح التفكير أبطأ.
  • تحدُث مشاكل في التخطيط والقيام بالمهمات المعقدة في وقتٍ مبكر، وتكُون أكثر شيوعًا ممَّا يحدُث في داء الزهايمر،
  • تكون الهلاوس والأوهام أقل شُيُوعًا أو أقل شدّة بالمقارنة مع الخرف المصحوب بأجسام ليوي.
  • مشاكل التوازن والمشي والسقوط تكون أكثر شُيُوعًا في خرف مرض باركنسون، كما تتطور وتزيد مشاكل العضلات (مثل التيبُّس والحركات البطيئة) بشكل أسرع من مرض باركنسون من دون الخرف.

خرف أجسام ليوي.

  1. يُعدُّ الخرف المصحوب بأجسام ليوي النوع الثالث الأكثر شُيوعًا للخرف، ويحدث الخرف المصحوب بأجسام ليوي عند من هُم في عمرٍ أكبر من 60 عامًا عادةً.
  2. يُصابُ نحو 40% من مرضى باركنسون بخرف داء باركنسون. ويحدُث الخرف عادةً بعد عمر 70 عامًا وبعد ما يتراوح بين 10 إلى 15 عامًا تقريبًا من تشخيص داء باركنسون.
  3. يترسب بروتين ألفا سينوكلين ويشكل مجموعات في الدماغ تسمى أجسام ليوي. تؤثر هذه المجموعات اللاصقة على وظائف المخ الطبيعية.
  4. يغلب على مرضى الخرف المصاحب لأجسام ليوي اليقظة والنعاس، وقد يُعانونَ من الهلاوس وصعوبة في الرسم وصعوبة في الحركة تشبه ما يُسببها داء باركنسون.

علامات وأعراض الخرف

بالإضافة إلى تغييرات الذاكرة والتفكير والسلوك، تشمل الأعراض الأخرى ما يلي:
  • اللامبالاة.
  • اكتئاب.
  • البصيرة الضعيفة.
  • الخلل التنفيذي (صعوبة في التخطيط وحل المشاكل والتعامل مع المهمات المعقدة (مثل التعامل مع حسابٍ مصرفيّ) واتخاذ الحكم الجيد).
  • يشكو المرضى من  ضعف شديد جدًّا في القدرة على النسخ والرسم بالمقارنة مع وظائف الدماغ الأخرى.
  • صعوبات بصرية مكانية.
  • التحريض التخريبي.
  • الذهان (الهلوسة والأوهام) تكون الهلاوس بصريةً عادةً، وهي معقدة وتفصيلية غالبً، وقد تنطوي على حيوانات أو أشخاص يُمكن تمييزهم، وغالباً ما تنطوي على شيءٍ من التهديد، وتحدث توهمات معقدَّة وغريبة عند أكثر من نصف مرضى الخرف المصحُوب بأجسام ليوي.
بدلاً من تخفيف هذه الأعراض، تُؤدِّي الأدوية المضادة للذهان إلى تفاقُمها غالبًا بالإضافة إلى الأعراض الأخرى، أو يكون لها تأثيرات جانبية أخرى شديدة تُشكل تهديدًا للحياة أحيانًا

على الرغم من العديد من الأعراض المشتركة عبر أمراض خَرَف أجسام ليوي، غالبًا ما يخزن الأشخاص المعلومات ويتذكرونها بشكل مختلف، اعتمادًا على الاضطراب الإدراكي الذي يتعايشون معه.

غالبًا ما يكون من الصعب على الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر إضافة ذكريات جديدة والاحتفاظ بها. قد يكون من الصعب على شخص مصاب بمرض الزهايمر أن يتذكر سؤالاً أو محادثة بعد دقائق فقط، أو ربما يكون قد نسي أحداث اليوم السابق.

يمكن أن يكون ترميز المعلومات الجديدة مشكلة. ومع ذلك، إذا كان الشخص الذي يعاني من تغيرات في التفكير PD يكافح في استعادة الذاكرة، فيمكنه غالبًا سحبها مع فكرة أو تذكير.

هذا يعني أن الأشخاص المصابين بالخرف باركنسون يستطيعون تخزين الذكريات. بدلاً من صعوبة التشفير الأولية، غالبًا ما يواجهون تحديات في الاسترجاع - خلل تنفيذي مشابه لصعوبة تعدد المهام أو البقاء على المسار الصحيح أثناء المحادثات.

يميل الأشخاص المصابون بمرض الزهايمر إلى أن يكون لديهم وعي أقل بأنهم يهلوسون. يمكن للشخص المصاب بالخرف أو الخرف المصاب بأجسام ليوي أن يدرك في كثير من الأحيان أنه يعاني من الهلوسة.

من المهم للطبيب أن يسأل الشخص الذي يمر بالتغييرات "هل ترى الأشياء؟" غالبًا ما يعترف الأشخاص المصابون بالخرف المرتبط بالشلل الدماغي بأنهم يرون أشياء، ويدركون أن الهلوسة ليست حقيقية ولا ينزعج منهم ما يرونه.

كيفية تشخيص الخَرَف.

  1. التقييم السريري للمريض.
  2. فحص الحالة الذهنية للمريض.
  3. التصوير المقطعي المُحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
  4. تعد مراجعة الأعراض والأدوية والتاريخ الطبي وغير ذلك من الأمور الأساسية أيضًا للحصول على تشخيص دقيق.
  5. يتم استبعاد الأمراض الطبية الأخرى ــــ يمكن أن تكون التهابات المسالك البولية أو الالتهاب الرئوي مرتبطة بالارتباك والتهيج المفاجئ.
  6. سيقوم الطبيب أيضا بتحديد أي أدوية قد تؤثر على الأعراض. يمكن لبعض الأدوية أن تسبب الارتباك والهلوسة أو تزيدهما سوءًا، بما في ذلك:
  7. بعض الأدوية المعززة للدوبامين التي تسهل الحركة بجرعات أقل ولكنها قد تؤدي إلى تفاقم مشاكل التفكير عند تناول جرعات أعلى.
  8. مضادات الذهان القديمة مثل: هالوبيريدول ومضادات الكولين (حاصرات الأسيتيل كولين).
  9. استخدام الأدوية مثل: تريهكسيفينيديل، أحيانًا لعلاج مرض باركنسون.
وقد يكون التفريق بين الخرف المصاحب لأجسام ليوي وخرف داء باركنسون صعبًا، وذلك لأن الأعراض متشابهة:

لكن بشكلٍ عام، يكون الخرف المصحوب بأجسام ليوي أكثر ميلاً إذا حدثت مشاكل الحركة والعضلات في نفس الوقت، أو بعد فترةٍ قصيرةٍ من بدء التراجع في الوظيفة الذهنية.

يكون خرف داء باركنسون أكثر ميلاً إذا حدث تراجع في الوظيفة الذهنية بعد سنواتٍ من حدوث مشاكل العضلات والحركة عند مرضى داء باركنسون، وإذا كانت أعراض العضلات والحركة أكثر شدَّةً من ضعف الوظيفة الذهنية.

ولكن، يُمكن تأكيد تشخيص الخرف بشكلٍ قاطعٍ فقط عندما تجري إزالة عَيِّنَة من نسيج الدِّمَاغ وتفحصها تحت المجهر ويستخدم هذا الإجراء بعد الوفاة في أثناء تشريح الجثة.

طرق ووسائل العلاج.

إنشاء بيئة أمنة وداعمة.

  • ينبغي أن تكون البيئة مُضاءةً وتبعث على البهجة وآمنةً ومستقرةً ومُصممة بحيث تُساعد المرضى على الاهتداء، ويكون بعض التحفيز مفيدًا، مثل وجود مذياع أو جهاز تلفاز، ولكن ينبغي تجنُّب التحفيز المفرط.
  • اتباع روتين يومي لمهمَّات مثل الاستحمام والأكل والنوم يُساعِدُ مرضى ألزهايمر على التذكر. فقد يُساعد  اتباع الروتين المنتظم لموعد النوم على النوم بشكلٍ أفضل.
  • يمكن أن تُساعد النشاطات المجدولة على أساسٍ منتظم المرضى على الشعور بالاستقلالية، وأن هناك حاجة إليهم من خلال تركيز انتباههم على أعمال ممتعة ومفيدة.

الأدوية.

حتى الآن عجز الطب عن علاج أغلب أنواع الخرف ،ولكن باستخدام بعض الأدوية قد تساعد في إدارة الأعراض
  • الأدوية المستخدمة في مرض الزهايمر لها فوائد في الخرف PD، بما في ذلك rivastigmine وdonepezil و galantamine. قد تكون مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) ، المستخدمة للاكتئاب ، مفيدة أيضًا.
  • بالنسبة للأشخاص المصابين بمرض باركنسون الذين يعانون من اضطراب سلوك النوم بحركة العين السريعة (REM)، قد يوصي الطبيب باستخدام الميلاتونين الذي يُصرف دون وصفة طبية. كثيرا ما يستخدم كلونازيبام إذا كان الميلاتونين غير فعال، على الرغم من أنه يمكن أن يسبب الارتباك والنعاس أثناء النهار وآثار جانبية أخرى.

العلاج المعرفي.

يركز العلاج المعرفي الذي يقدمه أخصائي علم النفس العصبي أو أخصائي أمراض النطق واللغة، على تقوية الإدراك.

إدراة السلوك.

تعدل إدارة السلوك الأنشطة والبيئات لتحسين القدرات والاستقلالية. يتضمن إنشاء روتين يومي، وترتيب أماكن المعيشة، وزيادة الإضاءة واستخدام الأدوات المساعدة لتقليل الارتباك.

المكملات الغذائية والفيتامينات والعلاجات العشبية.

توجد العديد من المكملات التي يدعي مصنعوها أنها مفيدة لعلاج الخرف، ورغم أنه لا توجد أدلة كافية على فائدتها، ومن هذه المكملات:
  • فيتامين هـ: أشارت بعض الدراسات إلى أن فيتامين هـ قد يبطئ من تقدم مرض الزهايمر، ولكن يحذر الأطباء من تناول جرعات كبيرة منه،لأنه قد يؤدي إلى زيادة خطر الوفاة، خاصةً للمصابين بمرض في القلب.
  • الأحماض الدهنية أوميجا 3: الدراسات متضاربة بخصوص فائدة تناول الأحماض الدهنية والأوميجا 3 ، خاصة في تقليل خطر مرض القلب، والسكتة الدماغية والإعاقة العقلية البسيطة.
  • الإنزيم المساعد Q10: أظهرت نسخة صناعية من هذا المركب، تسمى أيديبانون، بعض النتائج الإيجابية عند اختبارها على مرض الزهايمر؛ مما يستدعي المزيد من الدراسات.
  • الجنكة: لها خصائص مانعة للتأكسد، ولكن الدراسات متضاربة.

ممارسة الرياضة.

يمكن أن تفيد التمارين والنشاط البدني في الصحة الإدراكية للمريض.

علاجات أخرى.

قد تساعد الأساليب التالية في تقليل الهيجان وتعزز الاسترخاء لدى الأشخاص المصابين بالخرف.

  1. العلاج بالموسيقى.
  2. العلاج بالحيوانات الأليفة.
  3. العلاج بالزيوت النباتية العطرية.
  4. العلاج بالتدليك.

دمتم بصحة وعافية


تعليقات

التنقل السريع